اريد ان احكي نموذجا لانسان كانت ظروفه صعبة جدا لكنه استطاع ان يستقيم على طاعة الله
تبارك وتعالى .........هذا النموذج هدية لكل الناس .......ولنا جميعا
هذا النموذج
لصحابي اسمه عبدالله ذو البجادين لكن هذا ليس اسمه الحقيقي ..........اسمه الحقيقي هو عبد العزى المزاني ................من قبيلة اسمها ..المزانية تسكن بين مكة والمدينة .
مات ابوه وامه وهو طفل فرباه عمه وكان غنيا جدا فصرف عليه اموالا كثيرة جدا.........كبر
عبد العزى المزاني حتى بلغ ست عشرة سنة –سن المراهقة –وجد نفسه لديه اموال كثيرة جدا
ومدلل جدا جدا لدرجة انه لايرضى ان يرتدي الملابس التي تصنع في بلده بل تاتى له من الخارج
وكان عنده فرسان يبدل بينهما ........
وكان اهل بلده يعبدون الاصنام ....وفي هذا الوسط الذي كله مادية وكله اغراق قي الرفاهية ........وفي هذا الوقت كانت الهجرة من مكة الى المدينة فالصحابة ذاهبون من مكة الى المدينة
ويشاء الله ان يلتقي بهم عبد العزى المزاني ....ويسمع منهم الكلام ويتاثر به فيعلن اسلامه وتتغير حياته مائة وثمانين درجة
ويبدا عبدالعزى كل يوم يجري وراء الصحابة المهاجرينمن مكة الى المدينة يقول لهم :
انتظروا حتى اسمع منكم القران اريد ان احفظ منكم اية جديدة ....
تخيلوا كيف تعلم القران :في حالة القلق والصحابة خائفون ان ينتظروا معه حتى لا تلحق بهم عيون قريش ......ولم يبق في دماغ عبدالعزى المادة ولا في دماغه المال والرفاهيه لكنه يريد ان
يقترب من ربنا حتى قال له الصحابة :لماذا تنتظر في بلدك ؟هاجر الى المدينة يقول له :واترك
عمي ؟!لا اهاجر حتى اخذ بيد عمي للهداية فيبقى في قبيلته ثلاث سنوات...ثلاثسنوات البلد كلها
بعيدة عن طاعة الله ...البلد كلهاتعبد الاصنام ليس فيه صاحب يلجا له...ثلاث سنوات وهو مصر على طاعة الله وعلى الاستقامة ...اذااراد ان يعبد الله يذهب خارج البلد وسط الصحراء كي لايراه احد لانه يخفي اسلامه ويقف يصلي لله ...يذهب لعمه كل يوم ويقول له :يا عمي انا سمعت ان شخصا اسمه :محمد يقول كذا وكذا ......ويتلو عليه القران فيشتم عمه هذا الكلام .
ثلاث سنوات في وسط بيئة من اصعب ما يمكن ...وعبد العزى المزاني صابر ثا بت حتى طال صبره فذهب لعمه وقال له :يا عمي لقد اخرتني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عدت اطيق فراقه واني اعلمك اني اشهد ان لا اله الا الله وانه رسول الله واني مهاجر اليه فان شئت
ان تاتي معي اكون من اسعد السعداء فقال له عمه : ان ابيت الا الاسلام جردتك من كل ما تملك قال :افعل ما شئت فما انا بالذي يختار على الله وعلى رسول الله .........
اصرارواستقامة وثبات ..........
فيقوم عمه غير مصدق ويقول له:ان اصررت على ماتفعل جردتك حتى من ثيابك التي عليك !!
وقام فقطعها له فوجد نفسه شبه عار لكنه اصر على الخروج فوجد بجادين –أي :قطعتين من الصوف على الارض - (ما يشبه الجوال )فقسمه نصفين –ولبسهما كلبس الاحرام .........
ويهاجر ويدخل على النبي صلى الله عليه وسلم يقول له النبي
من انت ؟)فهذه اول مره يقابل
النبي تخيلوا الثبات –حتى لا يقول احد السبب انهم تربوا على يد النبي فهذا لم ير النبي قبل
الحين –قال :انا عبد العزى قال
ولم تلبس هكذا؟) قال :فعل بي عمي كذاكذا فاخترتك يا رسول الله وصبرت ثلاث سنوات حتى اتيتك مستقيما على طاعة الله فقال له النبي
او فعلت ؟)
قال: نعم يا رسول الله قال له النبي
من اليوم انت لست عبد العزى انت عبد الله ذو البجادين ...
ابدلك الله بهذين البجادين دارا ورداء في الجنة تلبس منها حيث تشاء وتاكل منها حيث تشاء ).
ويبقى مع النبي صلى الله عليه وسلم الى ان يموت وعمره ثلاثة وعشرين سنة اثناء غزوة تبوك...ويحكي قصة وفاته سيدنا (عبدالله بن مسعود )يقول :وانا نائم من شدة البرد وخائف من
شدة ظلام الليل ...
سمعت صوت حفر في الارض فعجبت ! من يحفر في هذا الليل وفي هذا البرد ؟فنظرت في فراش النبي فلم اجده فنظرت في فراش عمر فلم اجده فنظرت في فراش ابي بكر فلم اجده فخرجت من بيتي فاذا ابو بكر وعمر يمسكان سراجا والنبي يحفر في الارض فذهبت اليه فقلت :
ما تفعل يا رسول الله ؟فرفع الي راسه فاذا عيناه تذرفان من بالدمع يقول لي
مات اخوك ذو البجادين )وتامل حب النبي للشاب المستقيم فنظرت الى ابي بكر وعمر وقلت لهما :تتركان النبي يحفر وتقفان انتما فقال لي ابو بكر :ابى رسول الله الا ان يحفر له قبره بنفسه ثم مد النبي يده
الى ابو بكر وعمر وقال لهما : (ادنيا الي اخاكما )....فاعطى ابو بكر وعمر جسده للنبي صلى الله عليه وسلم فقال
رفقا باخيكم .....رفقا باخيكم انه كان يحب الله ورسوله ) فوضعه النبي صلى الله عليه وسلم بين يديه وتسقط دموع النبي على كفن عبد الله ذي البجادين ويضعه في قبره
ويرفع النبي يده الى السماء ويقول
اللهم اني اشهدك اني امسيت راض عن ذي البجادين فارض عنه ).
النبي صلى الله عليه وسلم يدفن عبد الله ذي البجادين بيديه الشريفتين ويقول صلى الله عليه وسلم
عنه
اللهم ارحمه فانه كان قارئا للقران محبا لرسول الله .......).
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول
سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله ....منهم شاب نشا في طاعة الله ). عن البخاري عن ابي هريرة ).